اقتصادمحلي

بريق الثريات يضيء جناح وزارة السياحة في معرض دمشق الدولي بدورته الـ62

في قلب معرض دمشق الدولي بدورته الـ62، حيث تتلاقى الحرف التراثية مع الإبداع المعاصر، تألّق جناح وزارة السياحة ببريقٍ خاصٍ، حيث تتدلى الثريات كأنها نجومٌ من النحاس والكريستال، اجتذبت أنظار الزوار وأثارت إعجابهم، ليس فقط بجمالها الأخّاذ، بل بقصصها التي تحكي عن إرثٍ فنيٍ متجذر في الذاكرة السورية.

وبين وهج الضوء ولمعان التفاصيل، برز الحرفي فيصل غازي كأحد رموز هذه الصناعة، حاملاً معه تاريخاً من الشغف والإتقان، ومجدداً حضور مهنةٍ لا تزال تنبض بالحياة رغم مرور العقود.

‏الحرفي غازي، أحد أبرز صناع الثريات اليدوية في سوريا، استعرض في تصريح لـ سانا رحلته الطويلة في هذه المهنة التي امتهنها منذ عقود، مشيراً إلى أن والده، محمد غازي، كان أول من أسس صناعة الثريات في سوريا عام 1957، حيث أنشأ معملاً يدوياً بأسلوب فني مميز، لتنتقل الحرفة لاحقاً إلى أبنائه الذين حافظوا على هذا الإرث العائلي.

وأوضح غازي أن صناعة الثريات تعتمد على مواد أولية أساسية، أبرزها النحاس الخام ونحاس السكب، حيث تُصنع الثريات عبر عملية دقيقة تبدأ بسكب النحاس على الرمل، ما يجعلها مهنة تجمع بين الفكر والفن، كما يتم استقدام الكريستال من دول عدة، مثل مصر والصين، وفق طلبات خاصة، ليُعاد تجميعه وعرضه ضمن التصاميم النهائية.

وأشار إلى أنه أسس معمله الخاص عام 1991، ويضم إنتاجاً متنوعاً من ثريات النحاس والكريستال والبرونز، إلى جانب الثريات الشرقية ذات الطابع التراثي، مبيناً أنه إضافة إلى معمله ومهنته بدمشق، له ركن خاص في حاضنة دمر التراثية، كما يقوم بتصدير منتجاته إلى الخارج.

وبيّن غازي أن الثريات تنقسم إلى نوعين: الأول تراثي يدوي بالكامل، يبدأ من حرق النحاس وتفريغه وطرقه وسكبه، والثاني يعتمد بنسبة 80% على العمل اليدوي، مما يجعله ضمن قائمة الحرف التراثية المعتمدة.

وحول مشاركته في معرض دمشق الدولي، أكد غازي أن حضور حرفتهم في المعرض مستمر منذ أول مشاركة عام 1963، وقد نال خلالها ميداليات ذهبية، وأضاف: إن دورة هذا العام مختلفة كلياً، وخاصة مع توجيه الدعوات العامة، ما يسهم في جذب التجار من خارج البلاد للاطلاع على المنتجات المعروضة.

واختتم غازي حديثه بالقول: “اهتمامنا بصناعة الثريات ليس بدافع مادي، بل لأنها مهنة نعشقها، ولهذا نبقى مبدعين فيها”، مشيراً إلى أن المعارض تشكل فرصةً تسويقيةً مهمةً، وخصوصاً عندما يلتقي الحرفي مباشرة مع أصحاب المنشآت الذين يتم التصدير إليهم.

وتُعد صناعة الثريات من المهن التقليدية التي تحرص وزارة السياحة على دعمها والحفاظ عليها، من خلال دعوة الحرفيين والصناع للمشاركة في معرض دمشق الدولي، تعزيزاً للهوية الثقافية والتراثية السورية.‏

مقالات ذات صلة