في مشهد يعكس البعد الإنساني والتنموي لعمل المؤسسات الحكومية، يقدّم جناح وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي صورة حيّة لجهود الوزارة في دعم وتمكين الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، عبر برامج ومبادرات تهدف إلى صون الكرامة الإنسانية وتعزيز الاندماج المجتمعي، بما يواكب أهداف التنمية المستدامة.
وتحرص الوزارة، من خلال شراكاتها الفاعلة مع منظمات المجتمع المدني، على خلق بيئة حاضنة تتيح لهذه الفئات التعبير عن قدراتهم وتحويل التحديات إلى فرص إنتاجية، في إطار رؤية شاملة للتنمية الاجتماعية.
تمكين ذوي الإعاقة: خطوات نحو الاستقلال
ديما إنجاية، مديرة قسم التدريب والتأهيل في جمعية “أمل الغد” للمعوقين، أوضحت في تصريح لمراسل سانا أن الجمعية تعمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة عبر أربعة أقسام متخصصة: التدخل المبكر لمتابعة الحالات منذ الطفولة، وتنمية مهارات التواصل، والتعليم الأكاديمي، والتأهيل المهني الذي يمنحهم خبرات عملية تؤهلهم لسوق العمل.
وأكدت إنجاية أن مشاركة المستفيدين في فعاليات المعرض، ومنها البازارات، شكّلت منصة حقيقية لإثبات قدرتهم على الإنجاز، مشيرة إلى أن الأمل لا يرتبط بالإعاقة بل بالفرص التي تُمنح لهم، وأضافت: إن منتجات طلاب الجمعية حازت إعجاب الزوار، الذين عبّروا عن دهشتهم من جودة الأعمال، ما يعكس قدرة هؤلاء الأفراد على تجاوز التحديات وتحقيق التغيير الإيجابي.
كبار السن… عطاء لا ينضب
وفي زاوية أخرى من الجناح، يروي كبار السن قصصاً من التراث والحنين عبر منتجات يدوية شاركوا بها ضمن فعاليات المعرض.
يسرى صبرة، مديرة “جمعية البشير” لرعاية المسنين، أشارت إلى أن هذه المشاركة منحتهم شعوراً متجدّداً بأن الحياة لا تزال تحمل فرصاً جديدة، وأن إنتاجهم يشكّل جسراً من القيم والتقاليد يُهدى للأجيال القادمة.
وبيّنت صبرة أن المعرض أتاح لهم فرصة لتصريف منتجاتهم وتعزيز استقلاليتهم، وخاصة في تأمين احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء، مؤكدة أن العطاء لا يرتبط بالعمر بل بالإرادة.
ويُعد معرض دمشق الدولي أحد أبرز الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في سوريا، حيث يجتمع فيه القطاعان العام والخاص إلى جانب منظمات المجتمع المدني، لعرض منتجاتهم وخدماتهم، وفتح آفاق جديدة للتكامل والتعاون، بمشاركة وفود وشركات من عشرات الدول العربية والأجنبية.
